القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله

رضا عبد السلام يكتب فى عيد ميلادة..

ومضى قطار العمر (50 سنة)!!
أسرار ودروس، مع كشف حساب مختصر!!
اليوم الجمعة 3 أبريل هو المتمم لعامي الخمسين. غدا 4/4 سأبدأ عامي ال51...والدوام لمن له الدوام...نعم.
مضت سنوات الطفولة والشباب والحلم والسعي والجري وتحصيل الرزق...وستبدأ أيام وربما سنوات (إذا كان في العمر بقية) تقفيل الحساب، والتأمل ومراجعة النفس والعودة، وربما كتابة مذكرات ومؤلفات، لتبقى للأجيال التي ستأتي من بعدنا...فلربما نحظى بدعوة بعد الممات...ربما.
ويمكن أن أختصر تلك الرحلة بأسرارها في نقاط تيليغرافية، لربما تكون العبرة والعظة...ربما:
• القاسم المشترك طوال تلك الرحلة هو "اليقين بالله" وبقدرته، فما من شيء تمنيته إلا وتحقق، مصداقا لقوله تعالى "إن الله لايضيع أجر من أحسن عملا" نعم...عشته وعايشته طوال رحلتي.
* بر الوالدين والفوز بدعائهما، وخاصة "الأم ياسادة"!!!، فيه الفلاح والنجاح والستر والنجاة والطمأنينة. نعم قد تسعى ولا تبلغ مرادك، عندها فتش عن موقفك من ومع الوالدين!!
* تأكد لي أن إرادة الله ومشيئته فوق كل مشيئة، وأن قوله تعالى "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"، وقوله تعالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" هو قول فصل، فقد عايشت مكر الماكرين، وعلى الفور كنت أرى حكم الله فيهم، وبما يفوق تصوراتي كإنسان "ضعيف" وقصير النظر.
* عشت الحلم -رغم صعوبات الرحلة- منذ الطفولة المبكرة، واليتم، والحاجة وضيق ذات اليد، والعمل من سن 7 او 8 سنوات، فما من عمل إلا وقمت به، ولهذا أجزم بأننا تربينا بالحلال والعَرق...نعم بالحلال!!!
ولكن كان لدي حلم كبير، فتمسكت به، وكنت أراه يكبر أمامي كما الطفل أو الزرع الأخضر...فإياك أن تفقد الحلم...إحلم، وخذ بالأسباب، وثق تمام الثقة بأن الله لن يخذلك.
* انشغلت خلال تلك السنوات بتطوير ذاتي وقدراتي، ولم استمع يوما للمحبطين، ولم انشغل بالتفكير في تعطيل مسيرة الآخرين...فماذا سأستفيد من تركيزي او اهتمامي بوقف حال مجتهد؟! أين العقل؟!
في المقابل، إنشغلت بتطوير نفسي، أملا في ان أكون في عداد المتميزين...وتحقق لي ما فاق تصوراتي وأحلامي. حتى عندما ضُرِبَت طائرتي عقب إقلاعها بسلاح الغدر، واصلت الرحلة، وازددت قوة واصرارا وعزيمة...وثقة...نعم.
* نعم كان لدي حلم، ويقين بأنني سيكون لي شأن، ولكن أُقِر بأن ما تحقق فاق كل أحلامي وتوقعاتي، بدليل منصب محافظ، الذي لم أفكر فيه ولم يخطر لي ببال أساسا، وكان سببا في معرفة الملايين بشخصي ورسالتي...
نعمة القبول التي أحظى بها، والتي تثير حفيظة البعض، رغم أن القلوب بيد خالقها، فاقت كل أحلامي وتوقعاتي...أفلا يحق لي أن أفرح وأن أكون عبدا شكورا؟!
* حققت إنجازات أدبية ومادية وعلمية فاقت ما كنت أحلم به، فنلت أعلى الدرجات العلمية ومن أوروبا، والاستاذية في سن مبكر، وألفت عشرات الكتب والابحاث، وتقلدت المناصب داخل وخارج مصر، وعملت مستشارا لحكومات ومنظمات دولية، وفُزت بالجوائز العلمية المحلية كجائزة الدولة، والدولية...أفلا أكون عبدا شكورا؟! فالحمد لله على فضله وكرمه.
•جالست الغني والفقير والكبير والصغير، الملك والرئيس والوزير والغفير، العامل والفلاح، العربي والاعجمي، ولكن ما زالت طفولتي وقريتي وأصدقائي فيها هم أجمل من عايشت وصادقت.
*خلال تلك الرحلة عشت الفرحة، وعشت الحزن، عشت المشقة وعشت المتعة، وسافرت وأبحرت ولكن تبقى متعة القرب من الله ورسوله الكريم هي أبقى وأسمى وأطعم متعة.
* خلال تلك الرحلة، وفي بدايتها خاصة، كنت أرى الرموز من الناس كما الأهرامات أو الجبال الراسيات، ولكن بعد أن تعلمت أكثر، واقتربت أكثر من تلك الرموز وتعاملت معم، أيقنت أنني كنت حالم أكثر من اللازم، وأنني ما ينبغي أن أعطي شيئا أو شخصا ما يفوق قدره وحجمه...ولكنه الخيال الجميل الذي عشته كإنسان حالم.
* تعلمت خلال تلك الرحلة وبعد تجارب عديدة، أنني ما ينبغي أن أنشغل بمقارعة أو ترصد ظالم، فقد أثبتت لي عشرات التجارب، وبعد كل ظلم تعرضت له أن الله لا يترك ظلم او ظالم!!!...نعم.
فقط ما عليك إلا أن ترفع مظلمتك للجبار العادل...واستمتع بمشاهدة حكم وعدل الله في الظالمين!!!...والتجارب كثيرة سأذكرها في مذكراتي بمشيئة الله.
* سر من أسرار ما وصلت اليه من علم، وتغير للأفضل في مسار حياتي، هو أنني طوال تلك الرحلة لم أسلم عقلي لأحد، لا لتيارات ولا جماعات ولا حتى أشخاص، فعقلك الذي وهبه الله لك لا تسلمه لأحد أيا من كان!!!...فمَن يستحق؟! وبهذا تحترم ذاتك، فيحترمك الآخرون...فقط: كن أنت.
* بالقطع، خلال الخمسين عاما، حققت الكثير والكثير، وربحت وخسرت، أصبت أخطأت، فنح بشر ولسنا ملائكة، ولكني أجتهد لتصويب أخطائي، وهذا ليس عيبا، لكني بحق راض وسعيد بما حققت، وربما يكون لي حظ من اسمي، الرضا، نعم راضِ.
فأحمد الله ما تفضل به علي من نعم...وأسأله تعالى أن يبارك لي في أسرتي، وأن يحفظ وطني، الذي أعشق ترابه وأدين له بالفضل، ولهذا أكتب وأتحدث...وختاما...أسأله تعالى أن يرزقني حسن الخاتم

تعليقات

يلا